أ.د . خضيرعباس جري الساعدي

كلية التربية الاساسية - قسم التاريخ


الرئيسية

تعّد مهنة التدريس من المهن الضرورية والحيوية التي لا تستغني عنها الأمم جميعاً مهما كان مستواها ، فهي مهنة مقدسة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحضى باهتمام واحترام الجميع على مًر العصور ؛ كيف لا وهي مهنة " ربانية " مهنة "الأنبياء والرسل" ، بعث الله سبحانه أنبياءه ورسله معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة ، فهي مهنة تتعامل مع أشرف ما في الإنسان: عقله، وتعطيه من نتاج فكره ، ومن ثمّ فإنّها المهنة الوحيدة القادرة على بناء المجتمعات الناجحة والمتفهّمة لهذه الحياة ومتطلّباتها، والمواكبة لكلّ ما هو جديد في هذا العالم، وهي المهنة التي تنشئ العلماء والمفكّرين في المجتمعات المختلفة.
ولأهمية هذه المهنة فقد وصفت بـ " أم المهن " The mother Profession ؛ لأنها تسبق جميع المهن الأخرى ، فهي الأساس الذي يمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علمياً وفنياً واجتماعياً وأخلاقياَ ، وأهميّتها لا تقلّ أبداً عن مهنة الطبّ أو الهندسة أو القانون وغيرها من المهن، كما أنّ جميع المهن الأخرى لا يمكن أن تكون موجودة دونها، فالطبيب مثلاً قبل أن يصبح طبيباً كان قد مرّ على يدي معلم جعله يتقن الطبّ، فالمعلم يحاول دائما من طريق مهنة التدريس أن يجدد ويبتكر، وينير عقول التلاميذ ، ويهذب طباعهم ، وأن يوضح الغامض ، ويكشف الستار عن الخفي ، ويربط بين الماضي والحاضر ، ويخلق في نفوس الأجيال الناشئة الأمل واليقين ، ويؤهلهم لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة ومتطلباتها.